news poster

06 Nov 2019

حمدان بن محمد: الابتكار وتسخير التقنيات الحديثة وتوظيف البيانات أساس بناء مدن المستقبل

بدء أعمال الملتقى الإقليمي الأول للمدن بحضور أبرز الفاعلين في هذا المجال

المركز يدفع باتجاه تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 في المنطقة

أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أن الابتكار وتسخير التقنيات الحديثة وتوظيف البيانات أساس بناء مدن المستقبل وهو ما تمضي دبي نحوه بثبات لترسيخ مكانتها كمركز عالمي للبنية المعلوماتية المستدامة، بما يجسد الرؤية الاستشرافية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وتوجيهات سموه الدائمة بضرورة مراعاة الاستدامة لتعزيز سعادة ورفاه المواطنين والمقيمين والزائرين ضمن بيئة مثالية وصحية للعيش والعمل، وبما يحفظ للأجيال المتعاقبة حقها في التمتع بحياة صحية وآمنة، مشدداً سموه على أن نجاح واستدامة دبي كمدينة عالمية، يعتمد على التصميم والتخطيط المستدام، بالإضافة إلى تسخير الحلول التكنولوجية الذكية في تعزيز ترابط البنية التحتية ورفع كفاءتها وفاعليتها، وبشكل يعزز من عناصر الاستدامة.

وقال سموه: "تضطلع البيانات المعيارية بدور بارز في تعزيز التخطيط الاستشرافي لبناء مدن مستدامة، ويجسد إطلاق مركز دبي الإقليمي لبيانات المدن، مكانة الإمارة في هذا المجال، وسيشكل فرصة مثالية لاستعراض جهودنا في ترسيخ ونشر مفاهيم الاستدامة وتحقيق الأجندة التنموية العالمية بحلول عام 2030 وصولاً إلى مدن دامجة، وأمم ذكية، وكوكب مستدام. وما أطلقناه اليوم هو خطوة إضافية إلى الأمام تجاه تحقيق هذه الأجندة".

جاء ذلك تعقيباً من سموه على إطلاق مركز دبي الإقليمي لبيانات المدن، لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، تفعيلاً للاتفاقية التي وقعتها الإمارة مع المجلس العالمي لبيانات المدن في شهر مايو 2019، وتأكيداً على دورها البارز في قيادة الجهود الرامية إلى تعزيز دور المدن في بناء وتأهيل بيئة مستدامة للأجيال المقبلة.

ويهدف المركز إلى الدفع باتجاه تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة "أجندة 2030"، من خلال تعزيز دور المدن، بصفتها محرك النمو الذي يعول عليه في المستقبل، وذلك إدراكاً بأن تحقيق الأهداف الإنمائية لا يمكن أن يتم بمعزل عن تفعيل دور المدن والمجتمعات المحلية. وقد تمت دعوة المجلس العالمي لبيانات المدن للمساهمة في قيادة هذه المبادرة، باعتباره المنظمة التي تُعنى بإبراز دور المدن في التغيير المنشود، علاوة على دورها في تطوير قاعدة بيانات معيارية وموثوقة على مستوى المدن في العالم.

واستضافت دبي أعمال الملتقى الإقليمي الأول للمدن، بمشاركة عدد من مدن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، وحضور متحدثين من مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، والأكاديميين، في خطوة من شأنها الدفع باتجاه تحقيق أهداف "أجندة 2030" للأمم المتحدة بشأن الاستدامة.

وأكدت معالي ريم بنت ابراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي ورئيسة اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة بأن هناك علاقة وثيقة بين البيانات والمدن الذكية المستدامة، فالتطوير والخطط التنموية العمرانية التي تهدف إلى بناء مجتمعات مستدامة تساهم في جذب الاستثمارات وفرص العمل، ما يؤدي إلى تفعيل عجلة النمو والرخاء الاقتصادي. ولهذا نشاهد إمارة دبي ومن خلال رؤية قيادتها الرشيدة تستثمر في أحدث الأدوات الذكية التي تسهم في تحقيق الغايات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية، والتي تعتمد بشكل مباشر على التكنولوجيا ومدى توفر ودقة البيانات، فالمدن الذكية هي التي تعتمد على البيانات للتعامل مع أي نوع من التحديات اقتصادية أو اجتماعية لتحقيق التنمية المستدامة"•

وفي كلمته خلال إطلاق المركز، أكد سعادة عبد الله البسطي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي أن إطلاق مركز بيانات المدن من دبي يتوج الدور الريادي الذي تضطلع به الإمارة في تعزيز جهود الاستدامة وفقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، والرامية إلى إرساء الأسس اللازمة لبناء مدينة دامجة ومستدامة عبر ترسيخ ونشر فكر الاستدامة ودعم وتحفيز العمل المتميز الذي يصب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشدداً سعادته على أن إطلاق المركز من شأنه تعزيز دور المدن في التنمية الدولية، وتوفير منصة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات، في سبيل تحسين ظروف العيش وتحقيق الاستدامة والمَنَعَة والرفاه من خلال بناء شراكات قوية مع الجهات الدولية والإقليمية والمحلية.

وقال الأمين العام للمجلس التنفيذي: "تكتسي المدن أهمية تتعاظم مع مرور الأيام باعتبارها مركز النشاط الاقتصادي، والابتكار، والرفاه الاجتماعي؛ حيث يقطنها ما يزيد على 55% من سكان العالم، وتنتج أكثر من 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وباتت الدول تدرك بأن الابتكار هو المصدر الأساسي للثروة والتنمية، متجاوزةً اعتمادها على المصادر الطبيعية، وصار التركيز على المواهب وأصحاب العقول، باعتبارها مصدر الابتكار وصانعته".

وأضاف: "انطلاقاً من مكانة دبي الرائدة عالمياً في تبنى الابتكار نهجاً مؤسسياً، اتخذت حكومة دبي نهج التخطيط الاستراتيجي والتميز مستندة إلى البيانات كأداة لصنع القرار، ما أهلها لإحراز شهادة المواصفة المعيارية "آيزو 37120" لبيانات المدن، وغدت بالتعاون مع المجلس العالمي لبيانات المدن لاعباً رئيساً في تطوير قاعدة بيانات عالمية معيارية تضم اليوم أكثر من 60 مدينة من القارات الخمس، والتي تواصل نموها باضطراد".

وتابع البسطي: "تجسيداً لتطلعات قيادتنا ورؤيتها لتعزيز مكانة الإمارة كمدينة آمنة ومنيعة، ستصبح دبي المدينة الأولى في العالم التي تتبنى مسودة المواصفة العالمية "آيزو 37123" للمدن الآمنة والتي أطلقت مؤخراً، من خلال العمل مع شركائنا في المجلس العالمي لبيانات المدن ومكتب الأمم المتحدة للتقليل من مخاطر الكوارث والقيادة العامة لشرطة دبي والدوائر الحكومية المعنية".

ومن جانبها، أعربت الدكتورة باتريشا مكارني رئيس المجلس العالمي لبيانات المدن، عن تقدير مجلس بيانات المدن للدور البارز الذي تضطلع به إمارة دبي في دعم الترويج للبيانات المعيارية، انطلاقاً من أهميتها في تعزيز مساعي الدول لتحقيق مستهدفات الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، مشيرة إلى دور بيانات المدن في تعزيز التخطيط المستدام للمدن وتحديد الرؤى المستقبلية ومستويات الأداء لتحقيق المتطلبات المستقبلية.

وقال الدكتورة مكارني: "تنبع شراكة المجلس العالمي لبيانات المدن مع إمارة دبي من إيمان الطرفين بأهمية المدن في دفع عجلة التنمية الدولية، حيث تقوم هذه الشراكة على التعاون المشترك وتبادل المعارف والخبرات وأفضل الممارسات بين المجلس والإمارة، ومدن المنطقة".

من جانبه أكد سوجيت كومار ، رئيس مكتب الأمم المتحدة الإقليمي للدول العربية للحد من مخاطر الكوارث على أهمية الشراكة بين مركز البيانات الإقليمي والمجلس التنفيذي في دبي والذي يأتي إطلاقه في الوقت المناسب لدعم المدن العربية للعمل على استراتيجيات الحد من مخاطر الكوارث المحلية وخطط المدن المرنة. وأضاف: "أن مركز البيانات الإقليمي شريكًا هامًا لمكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث في تطوير مؤشرات المدن المرنة وسيساهم في جهودنا مع حكومة دبي لجعل دبي مدينة مرنة قادرة على التصدي للأزمات والكوارث".

ويجري المجلس العالمي لبيانات المدن مباحثات مع عدد من المدن العالمية في مختلف القارات للعب دور شبيه في مناطق أخرى من العالم، ومنها لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية ولاهاي في هولندا.

وتضطلع دبي من خلال مركز دبي الإقليمي لبيانات المدن بدور قيادي على صعيد عدد من المحاور الهامة مثل الترويج للمبادرة وتحفيز مدن المنطقة للانضمام، وإنشاء نظام بيانات مفتوحة يجمع بيانات كافة المدن المنضوية تحت المبادرة، وإصدار تقارير دورية بشأن التقدم المحقق في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في المنطقة، واستعراض دور البيانات المعيارية لتحفيز العمل على تحقيق هذه الأهداف، علاوة على المساهمة في تنظيم لقاءات دورية تجمع ممثلي مدن المنطقة لمشاركة تجاربها والدروس المستفادة محلياً وإقليمياً وعالمياً.

يذكر أن دبي كانت قد استضافت في شهر مارس 2017 قمة المدن العالمية بالشراكة مع المجلس العالمي لبيانات المدن، وبمشاركة نخبة من القادة والخبراء المحليين والإقليميين والعالميين وممثلين عن أكثر من 50 مدينة من 5 قارات، والتي تكللت بالتوافق على "إعلان دبي 2017" الذي تلتزم المدن الموقعة عليه بالعمل على تبني البيانات المقارنة بوصفها لغة كونية، وتطويرها لتحقيق أهداف ثلاث أجندات عالمية بحلول العام 2030، وصولاً إلى مدن دامجة، وأمم ذكية، وكوكب مستدام، وهو ما ستسعى دبي إلى التأكد من تحقيقه في المنطقة بعد إطلاق مركز دبي الإقليمي لبيانات المدن المتعلقة بهذه الأجندة.

-انتهى-

More News